إلى متى؟؟؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إلى متى؟؟؟
ضحى الصباغ\الشاعر - 12\04\2010

عندما تصل إلى مكان مغلق لا مخرج منه تصبح حائرا مترددا، لكن عندما تضيق بك الدائرة التي سجنت بها تصبح أقوى وتبحث عن أحد يستمع إليك ويخاطبك ليهدئ من روعك. وهذا الحال جعلني أبحث عن طريقة أعبر من خلالها عن وجعي وانتقاداتي، التي لست الوحيدة التي أعاني منها بل الكثيرالكثير من الناس حولي وفي بلدي.

قبل أيام قليلة، وفي مساء الأربعاء الماضي، غدر بي جسدي الذي بدأ يرتجف من برد شديد سببه الحمة المرتفعة، التي وصلت إلى 40 درجة مع خدر في الشفاه والأيدي، وكان الوقت متاخراً الأمر الذي جعلني أذهب إلى المجمع الطبي في بلدي. هناك استقبلني الممرض الذي عندما علم أنني من "كلليت"، وضعني في غرفة صغيرة على سرير، وقاس لي الضغط الذي كان منخفضاً، وراح يسألني عن سبب سرعة التنفس، التي حسب رأيه أنا المتحكمة بها وذهب. انتظرنا أنا وزوجي مدة طويلة، حتى عاد الممرض مرة أخرى وقال أنه يحضر كيس المصل. فقلت له أنني سأموت من شدة البرد، أتستطيع إحضار غطاء لي؟ فلم يجاوب وذهب. بعد نصف ساعة أتى الطبيب المناوب الذي كنا بانتظاره حتى يفحصني، فوقف بجانبي ولم يكلف نفسه حتي بأن يسألني منذ متى وأنت هكذا؟ أو هل تريدين غطاء؟ أو أي شيء، بل قال لي بنبرة متعالية: أنت!! لماذا تتنفسين هكذا؟ ثم سأل زوجي هل أنت قريبها؟ وذهب...

فصرنا ننتظر حتى يصل كيس المصل العجيب... المهم، مضت نصف ساعة أخرى، ولم يأت أحد. فقلت لزوجي: هيا بنا، أنا لم أعد أحتمل هذه المسخرة. مع العلم أني كنت جاهزة لأي مبلغ يطلبونه مني مثل العادة، لأننا اليوم كدنا أن ندفع ثمن النفس الذي نأخذه من الهواء...

برأي الشخصي أن الطبيب الذي يعمل بغية المال فقط فليجلس في بيته أفضل لنا في المرتبة الأولى وله ثانيا. يجب أن يكون الطبيب، والممرض أيضا، يملكان الإنسانية المطلقة والوعي الكامل بأن المريض الذي أمامهم شخص ضعيف يحتاج إلى بعض الحنان مع الاهتمام قدر المستطاع.

...
كان نفس الشيء يحصل معي عندما كانت ابنتي الصغيرة بعمر سنة ونصف، وهي تعاني من مرض الربو، وكنت أنا مسجلة لديهم، وكانت وقتها تصل إلى حالات الاختناق، وكنت أنا من أطالب باجراء الفحوصات اللازمة لها. والذي كان يزعجني جدا تغيير الأطباء دائما، وأنك ستروي قصتك من طقطق للسلام عليكم لكل واحد منهم، وهذا يقول لك "من الطبيب الذي أعطاك هذا الدواء"؟ خذ هذا الدواء أفضل.
والحق يقال أن الدكتور وجدي الصفدي هو وحده الذي كان يولينا العناية المطلوبة ويستقبلنا أحسن استقبال، وله مني ومن عائلتي جزيل الشكر.

وأخيراً طفح الكيل وانتقلت إلى عيادة صندوق المرضى "كلليت". والحمد لله شفيت ابنتي على يد الله ويد الدكتور أكرم الصفدي - الله يطول عمره ويعطيه العافية.

للأسف إننا وصلنا إلى هنا يا إخوتي العاملين في المجمع الطبي! فكرت كثيراً قبل أن ألجأ إلى هذا الأسلوب. فكرت أن أشكوكم إلى الإدارة التابعة لكم، لكني أعلم ما هي التبريرات التي سيقولونها لي، فلهذا أحببت أن أروي حكايتي لمجتمعي الذي أعلم جيداً أن قسما كبيراً منه يعاني ما أنا عانيته. 

 ملاحظة:

 تقبل التعقيبات على هذه المادة بالاسم الثلاثي فقط